دليل مُعلمة رياض الأطفال حسب المنهاج الفلسطيني
يأتي هذا المنهاج بمحتواه ومضامينه بتوجه ذي معنى وإتصال بحياة الأطفال والسياق الذي يعيشون فيه وما به من صلة مع البيئة المحلية وخصوصا العائلة. وقد قمنا بدمج المعرفة الثقافية السابقة للأطفال في المنهاج ووجهنا المعلمة للإستفادة من خبراتهم كنقطة انطلاق للتعليم والتعلم واستخدام المعرفة السابقة للأسرة لتعزيز المفاهيم وجعلها ذات صلة بحياتهم. وبناء على هذا التوجه يأتي اختيار الوحدات ومواضيعها اليخدم المعلمة في مرحلة الروضة ويدعم ممارساتها المهنية في السياق الفلسطيني الخاص آخذين بعين الاعتبار أهمية عدم تقييد ابداع المعلمة وقدرتها على ممارسة ما تراه ملائمة للأطفال في أي منطقة وبيئة في فلسطين.
إن التعاون بين العائلة والروضه ذات أهمية لنجاح تطبيق هذا المنهاج وخصوصا لتطوير مجموعة من القيم الايجابية والمهمة للنجاح في المستقبل وفي الحياة مثل الاحترام والمسؤليه والتضامن والتقبل للاخر. وبالذات القدرة على احترام الاخرين واحوالهم وقيمتهم کسواسيه بغض النظر عن الجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والعرقي والديني، فمثلا حين إستعمال الصور والقصص حول مواضيع حساسه إن طرحت يجب أن يتناسب مع المرحلة العمرية والادراك العقلي لدى الطفل. وعلى المعلمة عرض وجهات نظر مختلفة حول هذه المواضيع لبناء قدرة الطفل على فهم الاختلاف وأن تكون لديه رؤية متوازنة تأخذ بعين الإعتبار الإختلاف لتقوية القدرة على الصمود وأخذ المواقف. ومن المهم الإشارة أن هذا الدليل مبني على المفاهيم والمعاهدات الدولية التي تدعو إلى السلام والعيش بكرامة والعدالة لجميع الأشخاص وخصوصا الأطفال من خلال التأكيد على روح معاهدة حقوق الطفل العالمية والتي نعرضها في الدليل.
يقسم المنهاج إلى قسمين: الأول هو الدليل المهني للمعلمة ويحتوي إرشادات في مجال تنظيم البيئة الصفية والاستراتيجيات والتخطيط والفروق الفردية وغيرها من المواضيع المهمة للمعلمة والتي تدعم التطبيق والممارسات المهنية التعليمية في الصف. وتم التركيز فيه على الممارسات العملية وذلك بهدف ربط النظريات بسلوكيات مهنية. وقد قمنا بتوجيه المعلمة إلى الإطار الشامل للمنهاجا وإلى مصادر ومعلومات متوفرة من منشورات وكتب أخرى للتوسع في أي من المواضيع.
أما القسم الثاني فيحتوي أربع وحدات تعليمية، داخل كل وحدة منها مواضيع مترابطة ومتعلقة بموضوع الوحدة، يبدأ كل موضوع بالأهداف والمخرجات التعليمية المرجوة بالإضافة إلى مجموعة نشاطات تنفذ مع الأطفال، ونترك للمعلمة حرية اختيار النشاطات داخل كل موضوع ، واختيار ما يناسب مستوى الأطفال واهتماماتهم إذ من الممكن البدء بتطبيق الوحدات في صف البستان أو التمهيدي مع تعديلات تناسب الفئة العمرية، بالإضافة إلى تزويد كل موضوع بملحق يوفر معلومات ومصادر إثراء.